لست موهوبا؟ تعلم لتصبح موهوبا: ملخص كتاب “شفرة الموهبة” لدانيال كويل
من أين تأتي المواهب الاستثنائية؟
هناك من يعتقدون أن المواهب تكون حاضرة منذ الولادة، حيث يرتبط بعض الأفراد بمهارات طبيعية لا يمكن لأي شخص آخر تحقيقها.
ومن ناحية أخرى، هناك من يعتقدون بإمكانية اكتساب المواهب من خلال الجهد والتدريب المستمر،
ببساطة، هل المواهب تولد مع الإنسان؟ أم هي نتيجة للتعلم والتطوير المستدام؟
أم…ربما هي الأمران معا…سنكتشف ذلك لاحقا
لأي فريق تميل أنت صديقي؟
المهم…للإجابة على هذا السؤال ، وبعد سنوات من الأبحاث و التنقل إلى مختلف بقاع الأرض، لدراسة المتفوقين والمتميزين في مجالات مختلفة،
ألّف دانييل كويل كتاب شفرة الموهبة.
من العنوان، نلاحظ أنه حاول فك الغموض الذي يكتنف مسألة الموهبة،
ففي بعض السياقات، يُمكن أن ترتبط كلمة “شفرة” بالألغاز أو الأسرار
، مثل رواية شفرة دافنتشي لدان براون،
حيث يتعين على الشخص فك الشفرة أو اللغز لفهم المعنى الحقيقي للكلمة.
فهل نجح في ذلك،
أعني هل فك شفرة الموهبة، وأزال عنها الغموض،
وأجاب عن أهم سؤال، هل المواهب تولد مع الإنسان؟ أم هي نتيجة للتعلم والتطوير المستدام؟
هذا ما سنعرفه في ملخص اليوم لكتاب شفرة الموهبة the talent code، لدانيال كويل،
فإذا كنت ترغب بمعرفة أشياء ربما تكون جديدة عليك مثل ما هو الميالين وما هي أهميته، وما علاقته بالموهبة، ابقى معنا.
لنعرف أولا ما هو الميالين، وسنقوم بذلك بأسط طريقة ممكنة
الميالين: السر وراء الموهبة
انتقال المعلومات في الخلايا العصبية
يتضمن توليد إشارة كهربائية ونقلَها عبر الألياف العصبية، ومن ثم استقبالَها داخل الخلية المستهدفة،
مما يمكن هذه الخلايا العصبية، من الاستجابة للمحفزات وتنفيذ وظائف متعددة في الجسم، مثل الحركة،
فسرعة الاستجابة وردة الفعل تعتمد على سرعة وكفاءة انتقال المعلومات والأوامر
بين الخلايا العصبية عبر الألياف العصبية،
وإذا كانت هذه الألياف العصبة بها تسريبات فستقل دقة وسرعة انتقال المعلومات بين الخلايا العصبية.
وهنا يأتي دور الميالين.
فالميالين يعمل بمثابة عازل على الألياف أو المسارات العصبية بين الخلايا،
فهو طبقة واقية مشكلة من الدهون والبروتين،
مثل المواد العازلة حول السلك الكهربائي، فهي تمنع تسرب الإشارات الكهربائية من المسارات بين الخلايا العصبية،
وتزيد من سرعة وقوة هذه الإشارات أثناء انتقالها.
عندما يكون هناك المزيد من الميالين في مسار عصبي معين، يمكن لهذا المسار
تنفيذ الأوامر بشكل أكثر كفاءة وسرعة من المسارات التي تحتوي على كمية أقل من الميالين.
الجزء المهم قادم،
عندما تقوم بتنشيط مسار عصبي بشكل متكرر عن طريق القيام بعمل معين مرارًا وتكرارًا
، مثل تكرارك لحركة معينة باليد في رياضة ما، من أجل إتقان تلك الحركة،
فإنك ترسل إشارة إلى دماغك بأن هذه المسارات العصبية في الدماغ، التي تشترك في هذه الحركة، هي مسارات مهمة،
الدماغ، يستجيب لهذه الإشارة بزيادة كمية الميالين المحيطة بالمسارات العصبية التي تتعلق بهذه الحركة،
ببساطة، كلما قمت بممارسة هذا الحركة بانتظام ولفترات طويلة،
كلما تم بناء مزيد من الميالين حول المسارات العصبية الخاصة بتنفيذها، مما يزيد من سرعتك وفعاليتك أثناء تنفيذها.
حسب كويل، ما يعتبره الناس موهبة، هو ببساطة هو سهولة التنفيذ،
والتي تتشكل من جعل المسارات العصبية في الدماغ المسؤولة عن مهارة معينة،
فعالاً قدر الإمكان، من خلال نمو الميالين، ويقول أن الدائرة العصبية الفعالة ذات الميالين العالي تظهر كموهبة من خلال شيئين:
الميالين: سرعة وتلقائية
أولا الميالين يزيد من سرعة الانتقال العصبي، وهي الزمن الذي يحتاجه الجسم لتنفيذ فعل معين بناءً على تلقي الإشارة من الدماغ،
ومن خلال منع التسربات على طول المسارات العصبية، يمكن لهذه الإشارات الكهربائية التنقل بشكل أسرع وأكثر كفاءة،
مما يزيد من سرعة ردود الأفعال والتواصل بين الدماغ والعضلات.
مثلا الملاكم الذي يمتلك سرعة الانتقال العصبي الأكبر، يمكنه التقدير بسرعة أين ستصل لكمة خصمه ويمكنه تجنبها بسرعة،
هذا يمكن أن يمنحه ميزة تنافسية في الحلبة،
حيث يمكنه اتخاذ القرارات والتصرف بسرعة أكبر من منافسه.
ثانيا الميالين يصنع ويعزز الآلية التلقائية
بمجرد أن تصبح الدائرة العصبية مشحونة بالميالين، تصبح الحركة المرتبطة بها “سهلة” أو “تلقائية” –
أي أنك لا تحتاج إلى التركيز عليها بنفس الدرجة كما تفعل مع مهارة جديدة تمامًا.
فعندما تشاهد شخصًا يقوم بأداء مهارة ببراعة، تجد أن حركاته تبدو طبيعية وبسيطة،
أفعالهم تبدو سهلة بسبب وجود عملية تسمى التلقائية العصبية، –
حيث ترسل دائرة عصبية عالية الميالين إشارات وأوامر لتنفيذ هذه الحركات دون أن يكون للشخص الحاجة إلى التفكير أثناء أدائها،
دون تدخل وعملية تفكير واع منه.
الممارسة العميقة: التحدي والتركيز
لكن، السؤال كيف يمن الوصول إلى هذه الدرجة من التلقائية أو السهولة في التنفيذ؟
الجواب بسيط، تنشيط الدوائر العصبية الخاصة بهذه المهارة بشكل متكرر لتقوم بتكوين وتعزيز الميالين.
لكن هنا مشكلة صغيرة، أو ربما كبيرة، لبناء الميالين، يجب أن يكون هذا التكرار تحديًا
و يسمي كويل هذا التكرار الصعب بالممارسة العميقة، أو التدريب العميق.
الممارسة العميقة: التحدي والتركيز
ما هي إذن الممارسة العميقة؟
وفقا للكاتب، الممارسة العميقة هي تدريب مكثف ومستهدف لمهارة على حافة قدراتك،
يجب أن يكون قابلاً للتحقيق، ولكنه يدفعك قليلاً إلى ما وراء حدود مجموعة مهاراتك الحالية.
سأفسر، يجب ألّا تقوم فقط بتكرار مهارة تعرف كيفية تنفيذها بشكل جيد ،
بل يجب أن تكون صعبة بما يكفي، لدفعك خارج منطقة راحتك ومستوى مهاراتك الحالي، وهو ما يسميه كويل بمنطقة التطوير، .
وهي عندما تكون ما بين مهارة تعرفها جيدًا، ومهارة ترغب في تحقيقها أو الوصول إليها،
أي تطوير مهارة جديدة نسبيا لديك،
مهارة محددة تكون قادرا على تطويرها من جهة، لكنها تتطلب منك بذل جهد إضافي وتركيز مكثف لتحقيق التقدم،
يتعين عليك مواجهة التحدي والعمل بجد لتحسين مهاراتك في هذه المرحلة
في منطقة التطوير، سوف ترتكب الأخطاء بشكل متكرر ثم تحاول تصحيحها.
المعاناة وارتكاب الأخطاء عند التعلم، يشير إلى دماغك بأن اتصالاتك العصبية الحالية التي تتحكم في المهارة،
هي دون المستوى الأمثل، فيستجيب الدماغ بتعزيز هذه الروابط من خلال تعزيز الميالين.
الممارسة العميقة: التحدي والتوازن
إذن الممارسة العميقة أساسا هي التكرار؟
لا… هي أكبر من مجرد التكرار لأنها تتحدى التوازن – وهو مستوى التوتر أو الجهد الذي اعتاد عليه جسمك.
دعني أضرب لك مثلا من أجل التوضيح
لإحراز تقدم في رياضة الجري، أو رفع الأثقال، تحتاج إلى تمرين وتحفيز عضلاتك وجهازك القلبي الوعائي، حتى يصل جسمك إلى نقطة
لا يمكنه فيها الحفاظ على التوازن،
بمجرد حدوث ذلك، يتكيف جسمك للوصول إلى التوازن على مستوى جديد
ويتغير بطرق تمكنك من الجري لمسافات أطول أو رفع أثقال أكثر
نفس المبدأ ينطبق على الدماغ البشري، كلما دفعت نفسك أكثر، كلما تكيفت بنية وكيمياء دماغك لمواجهة التحديات الجديدة،
لكن يجب ألا تضغط على نفسك كثيرًا، فهذا لن يؤدي إلا إلى الإرهاق، وربما التوقف نهائيا عن المحاولة،
يجب أن تجبر نفسك على الخروج قليلاً من منطقة راحتك ودخول منطقة التطوير،
يمكنك بدء تفعيل تغييرات هيكلية ملحوظة تسهم في تحسين أدائك وتطوير مهاراتك.
الممارسة العميقة: أربع تقنيات لتنشيط الدوائر العصبية
بعد أن عرفت أهمية الممارسة العميقة، كيف أطبقها؟
حسنا، يقدم كويل أربعة طرق أو خطوات لفعل ذلك:
1. التجزئة
تقسيم المعلومات الكبيرة إلى أجزاء أصغر يمكن التحكم بها، وفهم كل من تلك القطع الصغيرة، وإعادة بنائها مرة أخرى في التسلسل الأصلي،
وتتكون عملية التجزئة من ثلاث خطوات:
أ. إنشاء نموذج ذهني
إذا كنت تريد إتقان حركة رياضية مثلا، فشاهد محترفًا يقوم بالحركة من البداية إلى النهاية،
وركز على تفاصيل الحركة والأداء.
ب. تقسيم المهارة
قم بتقسيم المهارة المطلوبة إلى مكوناتها الفردية
حدد العناصر الرئيسية الفردية للمهارة، ثم تدرب على كل عنصر على حدة.
فلنقل أنك تريد تعلم مهارة جديدة في كرة السلة، مثل رمية الثلاث نقاط،
قسمها إلى عناصرها المكونة، وضعية القدمين، ووضعية اليدين، والزاوية الصحيحة للرمية، ثم المناورة والتنفيذ،
تعلم كل عنصر على حدة وأتقنه، ثم اجمعها كلها لتتقن الرمية الثلاثية.
ج. تقليل السرعة
الخطوة الثالثة: تقليل السرعة: يقول كويل بأن تكرار المهارة المرغوبة ببطء سيزيد من دقتك
، لأنه يتيح لك الانتباه الأكبر للأخطاء وفهم اللمسات الدقيقة لكيفية تناسب جميع العناصر معًا.
2. البقاء متيقظًا للعيوب
اثناء ممارستك للمهارة، يجب أن تبقى واعيا للفرق بين مستواك الحالي، والمستوى الذي تطمح للوصول إليه،
لكي تستطيع تحديد الأخطاء أثناء حدوثها،
وعندما تلاحظ خطأً ما، توقف، وقارن هذا الخطأ بالمستوى المثالي للمهارة، لتحديد ما تحتاج تحسينه، ثم كرر الجزء مرارًا وتكرارًا حتى تؤديه دون ارتكاب أي أخطاء، وهذا التكرار للقسم الصعب يؤدي إلى بناء الميالين المرتبط بالمهارة حتى تصل إلى التلقائية في الأداء.
3. التكثيف
وذلك عن طريق فرض قيود عليها لجعلها أكثر صعوبة، هذه القيود التي تفرضها على نفسك
تزيد من فعالية تطوير الموهبة لديك بكفاءة لأنها تصنع العديد من التحديات الجديدة،
عندما تطبق المهارات ذات التحديات الصعبة جدا في منافسة ما،
فسوف يكون أدائك أفضل، لأن التطبيق في العالم الحقيقي أقل صعوبة من الممارسة المكثفة التي كنت تقوم بها
لاعبو كرة القدم في البرازيل غالبا ما يبدؤون ممارسة اللعب في الصالات،
كرة قدم الصالات، أو الفوتسال، هي نسخة صعبة من كرة القدم تستخدم عددًا أقل من اللاعبين، وملعبًا أصغر، وكرة أثقل،
وهذا يصنع بيئة مكثفة تزيد من عدد مرات لمس اللاعب للكرة، واتخاذ القرارات وتصحيح الأخطاء
، وحسب كويل، فهذا من بين الأسباب إنتاج البرازيل لأفضل لاعبي كرة القدم في العالم –
فممارسة لعبة كرة قدم عادية أمر سهل مقارنة بلعب الفوتسال.
4. الالتزام بالتكرار
التحدي وحده ليس كافيا، التكرار أيضا مهم جدا،
تذكر: فكلما قمت بتنشيط دائرة معينة بمزيد من التكرار، كلما بنى دماغك المزيد من الميالين حولها.
تبدأ في تعلم مهارة، ثم تكررها حتى تتقنها، ثم تزيد التحدي بزيادة درجة الصعوبة
، ثم تكررها حتى تتقنها، ثم تزيد التحدي بزيادة درجة الصعوبة
وهكذا حتى تصل للتلقائية
علماء النفس الذين يدرسون الأداء المتميز لاحظوا أن درجة الإتقان -MASTRY ،
في أي مجال هو نتيجة 10 سنوات، أو 10,000 ساعة، من الممارسة الملتزمة، وهو ما تبناه روبرت غرين في كتاب الإتقان..
.لمعرفة المزيد حول هذا سأترك لك رابط ملخص كتاب الاتقان لروبرت غرين، في مربع الوصف.
الدافع المتقد: الالتزام طويل الأمد
كما رأيت، تتطلب الممارسة العميقة وقتًا وصبرًا وجهدًا كبيرًا،
فما الذي قد يدفع الإنسان إلى الالتزام بهذا العمل الصعب لسنوات، أو حتى لبقية حياته؟
وجد كويل أن هذا المستوى من الالتزام يتطلب نوعًا خاصًا من التحفيز يسمى الدافع المتقد، أو المشتعل،
ويصفه بأنه “السبب الذي يلهم شخصًا على الالتزام الطويل والصعب لبناء الموهبة:
فالشغف يثير الرغبة في الإنجاز، والدافع يغذي العمل الجاد والمثابرة الضروريين للوصول لتحقيق هدف طويل الأمد.
من أين يأتي هذا الدافع وكيف أجده؟
الدافع المتقد: الانتماء والإيمان
يجيبك كويل، أن هذا الدافع لا يظهر فجأة من العدم،
إنه ينمو من الإشارات التي تتلقاها طوال حياتك، من محيطك، من الناس من حولك، أو الثقافة التي تعيش فيها،
رسائل حول ما هو “ذو قيمة” أو ما هو متوقع منك،
وتلتقط هذه الإشارات والرسائل غالبًا دون وعي، وتستخدمها لتعرف ما تطمح إليه،
وهذه الإشارات والرسائل التي تتلقاها طوال حياتك تُكَوِن ما يسميه كويل بالذات الطموحة،
والتي تنتج عاملين أساسيين لإثارة الشغف والحافز اللازمين للالتزام بسنوات من الممارسة لعميقة.
1. الانتماء
العامل الأول هو الرغبة في الانتماء إلى مجموعة عالية الإنجاز، لتصبح شخصا ذا قيمة لمجموعتك ومجتمعك،
لتلحق بمن سبقك منهم من المتميزين
2. الإيمان
والعامل الثاني هو الإيمان بأن يومًا ما يمكنك تحقيق هذا.
فغالبا ما تنتج البيئات التي تثير الدافع والإلهام الشديدين ناسا يحققون نجاحات عالية،
وهذا يرسل إشارة مفادها أنه – مرة أخرى، مع العمل الجاد لتطوير موهبتك –
يمكن لشخص مثلك أن ينجح، وهذا يعزز إيمانك بنفسك.
الدافع المتقد: أمثلة
مثال يوضح كلا العاملين،
إذا كنت لاعب كرة قدم ونشأت في بيئة تقدر بشدة اثنين من اللاعبين المحليين الذين حققوا نجاحًا كبيرًا
، فمن المحتمل أن تكون لديك الرغبة في الانتماء إلى هذه المجموعة،
ولأن النجوم كانوا يلعبون في نفس الدوريات المحلية التي تتواجد أنت فيها،
فأنت تعلم أن ذلك يمكن أن يحدث لك أيضا من خلال العمل الجاد والالتزام
. وبالمثل، إذا درست الفيزياء في مدرسة تشيد بخريجيها الحائزين على جوائز،
فسوف تغمرك الرغبة في الانضمام إلى صفوفهم.
وهذا هو العامل الأول لاستخدام الدافع المتقد في مجموعة ما ، مثل مدرسة أو بلدة أو عائلة.
فعندما يطور فرد واحد في مجموعة ما، مثل بلدة أو مجتمع، موهبة استثنائية ويحقق شهرة،
فإنه يرسل إشارة بيئية مهمة للمجتمع بأسره: أن شخصًا “مثلهم” أو من خلفيتهم يمكن أن ينجح. وهذا يثير دافعًا حماسيًا داخل المجتمع –
حيث يظهر آخرون رغبة في الانضمام إليه اعتقادًا منهم بأنهم يمكنهم تحقيق النجاح مثلما فعل.
ويشير كويل أنه أثناء بحثه، وجد في كثير من الحالات فردا واحدا يمتلك موهبة استثنائية ويحظى بالاعتراف –
وبعد سبع إلى عشر سنوات، يحذو حذوه العديد من المواهب الأخرى من نفس المجتمع.
الدافع المتقد: أمثلة: مصر و السكواش
أكبر مثال على ذلك يمكن العثور عليه في رياضة السكواش في مصر،
فبعد تميز ونجاح أحمد برادة في تسعينيات القرن الماضي، بدأت مصر
تنتج العديد من اللاعبين المتميزين الذين سيطروا على هذه اللعبة
واستمروا في تحقيق النجاح حتى اليوم.
وبعد أن كانت رنيم الوليلي متفرجة على المباراة النهائية وأداء أحمد برادة الأسطوري
، ضد اللاعب الباكستاني المصنف أول عالميا آنذاك، أصبحت بعد 20 سنة المصنفة الأولى عالميا.
الدافع المتقد: التعاون والمنافسة
كذلك التعاون والمنافسة في مثل هذه البيئات كمراكز التدريب مثلا،
يعرض الأفراد الموهوبين بشكل استثنائي، باستمرار لمواهب بعضهم البعض، وبالتالي يتعاونون ويتنافسون.
في هذا النوع من البيئات، يتم دفع أعضاء المجموعة لإثبات انتمائهم للمتميزين، ويتعرضون دائما للتحدي،
لمواجهة مواهب وقدرات أقرانهم ومنافسيهم،
وهذا يدفعهم للتكرار والتطوير المستمرين.
في هذه الدوامة التصاعدية من الكفاءة، يحفز كل خصم الآخر على التعلم والنمو،
حيث يفيد كل عنصر العناصر الأخرى بشكل إيجابي.
الدافع المتقد: منافسة: رونالدو و ميسي
قد يبدو وجود منافس شرس وكأنه عقبة أمام نجاحك،أليس كذلك ؟
لكن الأمر في الواقع جزء كبير مما يدفع نموك.
فالتطور، وفي أي مهارة ينمو من خلال المنافسة؛ وبدون ذلك، ستظل المهارة في حالة ركود،
وهذا ما يؤكده دائما رونالدو وميسي أن منافسة أحدهما الآخر دفعتهما أكثر للتميز والتألق.
الموهبة: التدريب والتحفيز
الآن بعد أن تعرفت على الدور الذي تلعبه الممارسة والتحفيز في بناء موهبة الفرد، والمجموعات،
سنذكر باختصار كيف يمكنك استخدام هذه المعرفة لتدريب وتنمية المواهب لدى الآخرين،
باستخدام خمس تقنيات ذكرها الكاتب.
الموهبة: التدريب والتحفيز: تقنيات
1. اللغة التحفيزية
الثناء المفرط الذي يشير إلى الفرد بحد ذاته، كقول “أنت الأفضل”، ليس بنفس فعالية التعليقات التحفيزية التي تشير إلى العمل الجاد أو الجهد أو المثابرة،
مثل قول “عمل جيد” أو “عملك يؤتي ثماره حقًا،
هذا النوع من اللغة يحفز الفرد على الممارسة، وعلى تحدي نفسه،
لأنه يشجعهم على عدم الاستسلام، وعلى مواصلة العمل بجد حتى عندما يواجهون تحديات صعبة.
، ويساعدهم هذا النهج في فهم أن الموهبة ليست شيئًا يُورث من الولادة فقط،
بل يمكن بناؤها من خلال الجهد والتدريب المناسب
2. الشخصية الجذابة
وجد كويل أن المدربين الذين يستخدمون شخصيات جذابة أثناء التدريب قادرون على التواصل بشكل أكبر،
إن أدائهم الدرامي يشرك المتدرب ويجعله أكثر اهتمامًا بالتعلم،
يقول كويل إن هذه التقنية فعّالة بشكل خاص
عندما يتعين على المدرب تقديم تعليقات صادقة وجادة،
فقد انخرط المتدرب بالفعل في العرض الممتع
، مما يجعل النقد جزءًا من دراما مرحة ويسهل عليهم تلقيه.
3. التواصل المختصر
التقنية الثالثة: توصيل المعلومات بدقة وبإيجاز
تقديم نصائح صارمة في جمل قصيرة ومباشرة عندما يكون ذلك ضروريًا،
على سبيل المثال: “زد السرعة”، “أطلق الآن”، “المزيد من الاهتزاز”.
يسمح هذا النوع من التواصل المقتضب للمدرب بتقديم كميات كبيرة من الملاحظات في فترة زمنية قصيرة،
مما يؤدي إلى تكثيف أكبر قدر ممكن من بناء المهارات في جلسة تدريب واحدة.
كما أنها فعالة لأن هذه التوجيهات أثناء التدريب تسمح للطالب بملاحظة أخطائه وتصحيحها على الفور.
4. تدريب مصمم حسب المهارة
التقنية الرابعة: تدريب مصمم حسب المهارة
المدربون الجيدون، قادرون على تحديد القدرات التي يحتاج طلابهم إلى إطلاقها
ويمكنهم تصميم الدروس أو جلسات التدريب أو أساليب التدريس التي ستطلق القدرات الصحيحة
لإيصال طلابهم إلى منطقة التطوير اللازمة للمهارة التي يركزون عليها.
5. الإرشاد الشخصي
التقنية الخامسة: الإرشاد الشخصي
المدرب المتميز يفكر في أفضل طريقة لتكييف توجيهاته مع احتياجات كل متدرب
، فهو قادر على تحديد مهارات المتدرب الحالية، وتحديد المهارات التي تحتاج إلى تحسين،
وإيجاد الطريقة الأكثر فعالية للإبلاغ عن أخطائه وتصحيحها،
ويعمل كذلك على إيجاد الدافع المتقد الذي سيدفع المتدرب للتدريب العميق عبر السنوات،
عن طريق العمل على تحديد أفضل طريقة لجذب كل متدرب ليحب عملية التعلم.
الموهبة: الولادة والتطوير
في الأخير صديقي أظن أن الموهبة في الأخير بعد فك شفرتها من الكاتب دانيال كويل،
هي ربما هي الأمران معا، تولد وتطور
الموهبة ربما تولد مع الإنسان، لكنها قد تدفن معه أيضا،
فقد سُئِلَ أحد الحكماء عن أفضل مكان يمكن أن يُعثر فيه على المواهب فأجاب:
بأن المقابر هي أفضل مكان يمكن أن نبحث فيه عنها.
كما رأينا، تعتمد الموهبة على نمو الميالين حول دوائرنا العصبية،
ولتعزيز هذا النمو عليك أن تتدرب على أقصى حدود قدراتك الحالية
حتى تتمكن من ارتكاب الأخطاء وتصحيحها،
تتشكل الموهبة عندما يتم تشجيع الممارسة العميقة من خلال الدافع المشتعل طويل المدى
وتعزيزها من خلال التدريب.
الموهبة: الخطوات
استخدم أساليب الممارسة العميقة في الحرفة، أو المهارة التي تختارها
واعرف هوية ما تريد أن تصبح عليه لترسيخ السلوك والالتزام طويل الأمد.
كنتم مع ملخص كتاب شفرة الموهبة للكاتب دانيال ويل،
أنا سعيد ولد محمد من أوديوتاب أحييكم، ودمتم رائعين