[PDF] الأحمر و الأسود ( رواية ) - ستندال - eBookmela

الأحمر و الأسود ( رواية ) – ستندال

الأحمر و الأسود ( رواية ) – ستندال
Likes0
Telegram icon Share on Telegram

الأحمر و الأسود ( رواية ) ستندال

User Rating: Be the first one!

Author: Maktbah

Added by: kazax1

Added Date: 2021-06-11

Language: ara

Subjects: الأحمر و الأسود ( رواية ) - ستندال

Collections: Books by Language, arabic, Books by Language,

Pages Count: 300

PPI Count: 300

PDF Count: 1

Total Size: 160.11 MB

PDF Size: 8.63 MB

Extensions: torrent, epub, pdf, gz, html, zip

Archive Url

Downloads: 1.11K

Views: 51.11

Total Files: 16

Media Type: texts

PDF With Zip
الأحمر و الأسود ( رواية ) – ستندال

July 30, 2021

Download PDF

8.63 MB 1PDF Files

Zip Big Size
الأحمر و الأسود ( رواية ) – ستندال

July 30, 2021

Download Zip

160.11 MB 16Files

Total Files: 8

PDF
الأحمر و الأسود ( رواية ) - تاليف  ستندال.pdf
الأحمر و الأسود ( رواية ) تاليف ستندا...دال pdf

Last Modified: 2021-06-11 12:54:16

Download

Size: 8.63 MB

TORRENT
20210611_20210611_1253_archive.torrent
20210611 20210611 1253 archive torrent

Last Modified: 2023-11-28 02:47:40

Download

Size: 9.16 KB

EPUB
الأحمر و الأسود ( رواية ) - تاليف  ستندال.epub
الأحمر و الأسود ( رواية ) تاليف ستندا...ال epub

Last Modified: 2023-11-16 12:01:57

Download

Size: 855.96 KB

GZ
الأحمر و الأسود ( رواية ) - تاليف  ستندال_chocr.html.gz
الأحمر و الأسود ( رواية ) تاليف ستندا...html gz

Last Modified: 2021-06-11 14:43:36

Download

Size: 10.42 MB

TXT
الأحمر و الأسود ( رواية ) - تاليف  ستندال_djvu.txt
الأحمر و الأسود ( رواية ) تاليف ستندا...jvu txt

Last Modified: 2021-06-11 14:55:05

Download

Size: 1.30 MB

GZ
الأحمر و الأسود ( رواية ) - تاليف  ستندال_hocr_pageindex.json.gz
الأحمر و الأسود ( رواية ) تاليف ستندا...json gz

Last Modified: 2021-06-11 14:52:43

Download

Size: 7.99 KB

GZ
الأحمر و الأسود ( رواية ) - تاليف  ستندال_hocr_searchtext.txt.gz
الأحمر و الأسود ( رواية ) تاليف ستندا... txt gz

Last Modified: 2021-06-11 14:54:50

Download

Size: 382.71 KB

ZIP
الأحمر و الأسود ( رواية ) - تاليف  ستندال_jp2.zip
الأحمر و الأسود ( رواية ) تاليف ستندا...jp2 zip

Last Modified: 2021-06-11 13:37:24

Download

Size: 106.75 MB

Description

الأحمر و الأسود ( رواية )

 

تاليف : ستندال

ترجمة : عبدالسلام المودني

مراجعة : صالح الأشمر

الناشر :منشورات الجمل - بيروت

الطبعة الأولى : 2015م

 

لقد عرّى ستندال بفلسفته الساخرة المجتمع الفرنسى وشرّحه ، فأعمل فيه مباضع النقد ومشارط الفضح من خلال مجمل أعماله ، وفي قائمتها روايته الأشهر الأحمر والأسود أو كما ذيّلها بعنوان فرعيّ وقائع عام1830 ، وقد بدأ هذه الرواية عام 1829 تحت عنوان جوليان ، حيث استقى أحداثها من وقائع حقيقيّة لمحاكمات شهيرة عرفت على نطاق واسع في فرنسا ، خاصّة محاكمة شابّ «ابن حدّاد» حدثت سنة 1827 في مسقط رأسه بغرينوبيل .‏

 

مضمون الرّواية‏

 

إنّ الأحمر والأسود - كما ورد في الكتاب - يعبّر عن الصّراع بين روح الثورة العسكريّة «التى يرمز إليها اللون الأحمر» ، وروح التقوى الدينيّة «كما يرمز إليها اللون الأسود» ، وبين هذين الحدّين يتأرجح بطل الرواية جوليان سورال وهو ابن نشار ، نشأ في وسط فقير جدّا إلاّ أنّه استطاع - بفضل دهائه وسعة حيلته- أن يفرض نفسه على الأوساط الراقية في المجتمع الفرنسيّ. ثقافته ونزوعاته الشخصيّة تتوزع بين محاولته ولوج السلك الكهنوتي ، واستلابه من قبل الحياة العسكريّة «نموذج نابليون» ، بين هذا وذاك عمل كمربّ للأولاد عند عائلات ميسورة في الريف أوّلا ، ثم في باريس .

في هذه المدينة يحقق جوليان طموحه ، فيصبح ضابطا في الجيش ، ويعتزم الزواج ، لكنّ مشغلته وحبيبته الأولى تتدخّل بدافع الغيرة ، وتحطم أحلامه ، فيفقد أعصابه ويطلق عليها النار في لحظة غضب ، وتنتهي الرواية بإدانته والحكم عليه بالموت .‏

 

إنّ ما يهمّنا هنا ، وبعد هذه النبذة الموجزة عن مضمون الرواية هو مقاربة الأسئلة التالية :‏

 

إلى أيّ حدّ استطاع ستندال أن يكشف الوجه الحقيقي لإنسان القرن 19 الفرنسيّ؟ وهل تمكّن من رصد مظاهر الزّيف والنفاق ، وادّعاء المكانة والحصانة الاجتماعيتين والسياسيتين ، اللتين تخفيان وراءهما خواءً ثقافيّا وأخلاقيا ودينيا فادحا؟ ثمّ إلى أيّ حدّ كان ستندال بارعا في بث أفكاره ومواقفه من مجتمع القرن 19؟ وهل تحقق لرواية الأحمر والأسود- فعلا- ما قيل عنها من كونها أوّل تراجيديا عصرية بأسلوب روائيّ، وأوّل كوميديا لاذعة؟‏

 

وقد ارتأينا في قراءتنا هذه، المرور عبر النقاط التالية :‏

 

< الأسود في رواية ستندال، أو مظاهر الحياة الدينية في المجتمع الفرنسي إبّان القرن19: فقد ابتنى ستندال شخصيّة بطل روايته بناء سيكولوجيّا محكما، وجعلها تنطوي على مظاهر الخبث والاحتيال ، رغبة منه في تمزيق القناع الذي يلتحم به إنسان المجتمع الفرنسيّ ، فالدين ليس إلاّ وسيلة لتحقيق المآرب وتفادي الضرر المادّى والمعنوَي .

يخاطب السّيد رينال ، جوليان بطل الرّواية : ولكنّك نظرت إليها أيّها الحقير؟ «يقصد زوجته السيّدة رينال» ، فيردّ عليه جوليان : أبدا فأنت تعرف أنّني لا أرى في الكنيسة إلاّ الله، أضاف جوليان بشيء من الخبث الهادف إلى تجنيبه عودة الضربات على رأسه «ص38» وكسبا لودّ الراهب شيلان ثمّ ضمانا لمستقبله حفظ «جوليان» عن ظهر قلب كلّ العهد الجديد باللاتينيّة، وكان أيضا يحفظ كتاب عن البابا لجوزيف دوميتير، ولم يؤمن بأحدهما أكثر مما يؤمن بالآخر «ص42» ونزوعا إلى المجد والثروة لم يكن جوليان يظهر أمامه «أي الكاهن» سوى مشاعر التقوى، من كان يمكنه أن يتنبّأ بأنّ ذلك الوجه الشاحب والناعم كوجه فتاة كان يخفي تصميما راسخا على أن يجازف بالموت ألف مرّة لكى يحصل على الثروة «ص52». والانخراط في الدين «السلك الكهنوتي» ينفي بالضرورة ما عداه، هذا جوليان يردّ على السيّد رينال حين سأله، إن كان يحفظ شيئا للشاعر هوراس: لقد منعتني الكنيسة التى أكرّس نفسى لها من أن أقرأ شاعرا دنيويّا كهذا «ص80»، وشيئا فشيئا يكتشف جوليان مظاهر استغلال الدّين وتوظيفه من قبل رجاله وحماته، فيثور: أيّ احترام حقير لرجل ضاعف ثروته مرّتين، بل ثلاثة منذ أن بدأ يشرف على أموال الفقراء، إنّني أراهن أنّه يجني أرباحا حتى من الأموال المخصّصة للأولاد اللقطاء«...» إنّهم وحوش، وحوش «ص84» ويدرك أنّه يعيش في المدرسة الإكليريكيّة تناقضات رهيبة: هناك مظاهر التقوى والفضيلة والمحبّة من جهة، والحقد والكره والطمع من جهة أخرى، التعاليم المتسامحة من جهة، والخصومات التى تبلغ حدّ العداوة الشرسة من جهة أخرى «ص284»، ويظلّ جوليان أو ستندال بالأحرى على لهجته الساخرة من الحياة الدينيّة حتى وهو قاب قوسين أو أدنى من الموت، حين يتحدّث إلى صديقه: إنّ أعضاء أخويّة بيزانسون الرهبانيّة الطيّبون يكسبون المال من كلّ شيء، فإذا عرفت كيف تتعامل معهم فإنّهم يبيعونك جثتي.. «ص610».‏

 

لقد استطاع ستندال النفاذ إلى أدقّ التفاصيل والممارسات الفصاميّة التى يعيشها رجال الدّين في المجتمع الفرنسيّ وقتئذ، بأسلوب لاذع وساخر يثير الهزء والشفقة في نفس الآن، متمثلا بذلك مقولة لافونتين أعملُ على أن تبدو النقائص مثيرة للسخريّة مادمت لا أستطيع أن أهاجمها بساعدي هرقل .‏

 

< الأحمر في رواية ستاندال، أو مظاهر تأثير الحياة العسكريّة على الحياة العامة في مجتمع القرن19: إذ لم يخفِ ستندال تعلق وهيام إنسان المجتمع الفرنسي بالحياة العسكريّة باعتبارها مظهرا من مظاهر السلطة والوجاهة الاجتماعيّتين، ومجلبة للاحترام والحبّ والرهبة في نفس الآن، ويظهر ذلك من خلال استحضار النموذج العسكري التاريخي «نابليون»، فقد عمّر ستندال قلب بطله بهذه الحياة وهذا النموذج في جميع مراحل شبابه الورديّة كان قد تخيّل بأنه ما من سيّدة حقيقيّة ستتكرّم بالحديث معه إلاّ بعد أن يلبس البزة العسكريّة «ص64»، فأصبح يجدّ ويجتهد في قراءة كلّ ما يتعلق بالحياة العسكريّة بشكل خفيّ، لاسيما و أنّه معروف وسطه الاجتماعيّ بأنّه سليل تربية دينيّة صارمة عندما رنّ جرس الغذاء كان قد نسى في خضمّ قراءته لـ يوميّات الجيش العظيم كلّ انتصارات الأمس «ص146»، فكان لا يجرؤ على الحديث عن الحياة العسكريّة بأيّ شكل وفي أيّ ظرف كان، كما لم يكن يقدر على التخلص من حبّه لنموذجه فإنّ أحدا لم يكن باستطاعته أن يكشف تعلق جوليان القديم بنابليون، وهو لم يكن يتحدث عنه إلاّ بالسّوء «ص82».‏

 

سيظلّ جوليان على عشقه للسلك العسكري إلى أن ينتقل إلى باريس، فيسقط في حباله ابنة إحدى الشخصيّات العسكريّة المرموقة في المجتمع الباريسي، ومن خلالها يتسلق سلم المجد ويحقق طموحاته بالانخراط في الحياة العسكريّة، والتعبير - دونما خوف - عن ميولاته إلى السلطة والوجاهة، وسوف لن يتردّد ستندال في تحميل شخصيّة بطله بأبعاد ثوريّة وفيّة في عمقها لروح الثورة الفرنسيّة 1789، رغم ما قد يبدو للوهلة الأولى من أخلاقيات تناقض ذلك من خلال الرواية مثل الاحتيال، والخبث، واللاوفاء، وهي الضمانات التى تعضد نجاح جوليان في مساعيه، على عكس شخصيّة ستندال في الواقع، والتى كانت جريئة، مواجِهة، بشكل جعله يتعرض لمضايقات شتّي.‏

 

عموما، رغم أنّ ستندال أبرز بشكل واضح تعلق بطل روايته بالحياة والنموذج العسكريين، فإنّ ذلك لم يمنعه من انتقاد الخواء الثقافي، والمعرفي، والقيميّ، والإنسانيّ الذي تمتلئ به هذه الحياة العسكريّة، الأمر الذى جعلها تؤسّس اعتباريّتها على مظاهر الزيف والنفاق والترهيب بالسلطة، وهو ما يكشف أنّ احتفاءه بنموذج نابليون لم يكن حاضرا إلاّ باعتباره نموذجا للطموح القوي، والسلطة الواحدة، والإقدام الجريء في سبيل تحقيق الغاية «أشرنا سابقا إلى أنّ ستندال سيعيب على نابليون تنكره لمبادئ وروح الثورة، بإعلان نفسه إمبراطورا وتجاوزه للدستور وحقوق الإنسان اللذين جاءت بهما الثورة الفرنسية»، وهنا تتكشف لنا الرواية على مبدأ الميكيافيليّة الذى يطبع توجهات ونزوعات البطل، رغم أنّ ستندال لم يصرّح به مباشرة، إلاّ أنّ المتلقى يمكن أن يقرأه بسهولة بين ثنايا الأحداث.‏

 

< الميكيافيليّة تبرّر الانتقال بين الأحمر و الأسود في مجتمع القرن19: فبعد الوقوف على الحياة الدينيّة والعسكريّة في الأحمر والأسود ، بقيت الإشارة إلى مظاهر التأرجح والتقلب التى عاشها بطل الرّواية بين تًيْنِكَ الحياتين، تبعا لما تفرضه - ليس القناعة والمبدأ - وإنّما الغاية والمصلحة والطموحات عموما، فبينما كان جوليان شابّا في الرّيف، وكان يسعى إلى التخلّص من سلطة والده ومن قبضة الفقر، وبما أنّ مهنة المربّي التى عرضت عليه تتطلب التزاما وانخراطا دينيّا معيّنا، فقد توقف جوليان عن الحديث عن نابوليون، وأعلن عزمه على أن يصبح راهبا، وأصبح يشاهد على الدّوام في منشرة والده، منكبّا على أن يحفظ غيبا نسخة من التّوراة باللاتينيّة، كان قد أعاره إيّاها الكاهن «ص54».‏

 

< المرأة والحبّ في الأحمر والأسود : إنّ نموذج حضور المرأة في رواية ستندال هو مرآة لوضعها الحقيقي في المجتمع الفرنسيّ إبّان القرن19، فالحبّ قد يصبح محظورا في تقاليد الأرياف بأمر من السّياسة منذ سقوط نابليون استبعدت بشدّة كلّ مظاهر ملاطفة النساء من تقاليد الأرياف خوف من فقدان المناصب «ص112» ، والزواج هو ما يهمّ في قانون المجتمع ولا دخل للعواطف في ذلك والسيّدة رينال تلك الوريثة الغنيّة لعمّة تقيّة، والتى تزوّجت في سنّ السادسة عشر من رجل نبيل، لم تشعر في حياتها، ولم ترَ شيئا يمكن أن يشبه الحبّ ولو من بعيد «ص112»‏

 

و كانت ترى في الحبّ الذى قرأت عنه «...» نوعا من الاستثناء، أو أمرا خارجا عن الطبيعة «ص112» ولم تخلُ شخصيّة جوليان الانتهازيّة من استغلال خبيث لهذه العاطفة النبيلة على سبيل التقليد الذي تفرضه الغاية ولكن الحبّ في باريس هو ابن الروايات »...» كانت الروايات سترسم لهما الدور الذي يلعبانه والنموذج الذي سيقلدانه، وعاجلا أم آجلا، كانت التفاهة ستجبر جوليان على تقليد تلك النماذج حتّى وإن كان ذلك من دون لذة «ص 94» وقد يصل الأمر بهذا المجتمع الذكوري إلى تشييء المرأة وسلخها من إنسانيّتها هكذا هنّ النساء جميعا،.‏

 

وحتى عاطفة الحبّ في الأحمر والأسود لم تكن حاضرة بالمعنى الإيجابي، أى في جانبها الصّحّي «من لدن الطرفين»، فبطل الرّواية جوليان استغلّ حبّ المرأتين اللتين دخلتا حياته في الريف وباريس من أجل بلوغ مآربه، وتحقيق طموحاته لا أقلّ ولا أكثر، وهو الأمر الذي لن يثنيه عن إطلاق النار على المرأة الأولى «السيّدة رينال» واضعا بذلك حدّا لأحلامه، بل ولحياته. كما أنّ حضور الخيانة الزوجيّة واتخاذ العشيق في رواية ستندال وفي المجتمع الفرنسيّ بصفة خاصّة، وباقي المجتمعات الغربية بصفة عامّة «تناولها بشكل بارع وعميق كلّ من فلوبير في مدام بوفارى ، وتولستوى في أنّا كارينينا »، يكشف عن عمق الاختلالات الاجتماعيّة والعلائقيّة، وغياب كلّ أثر للعاطفة والشعور الحقيقيين، واعتبار الزواج مؤسسة ومشروعا للاغتناء، والربح، والارتقاء في سلم المراتب الاجتماعيّة، ممّا جعل المجتمع يغضّ الطرف عن هذه الخيانات ويقبلها، بل ويسير بها في اتجاه الشرعنة ، إن لم يكن قانونيّا، فأقلّه من باب القواعد الاجتماعيّة «المعاملات وحضور الحفلات المجتمعيّة الرسميّة وغير الرّسميّة».‏

 

< الأحمر والأسود بين الإدانة الصريحة والرمزيّة للقرن التاسع عشر: ولم تخلُ رواية ستندال من فضح وتعرية للمجتمع الفرنسيّ طيلة صفحاتها، إلاّ أنّ هذا النقد يشتدّ ويتكثف في بعض المواضع والمواقف، حتى كأنّك تحسّ بأنفاس ستندال تنحبس بين السطور، وتخاله يصرخ قلقا ومضطربا من سلطة تلك العلاقات والمظاهر الشائهة.‏

 

وتظلّ الصفحات الأخيرة من الرواية - في اعتقادنا- أروع جزء استطاع ستندال أن يكثفه بالمرارة المشوبة بالثورة حينا، وبالحكمة والرّمز حينا آخر، فجوليان يقف أمام هيئة المحكمة يصيح فيهم برباطة جأش وشجاعة نادرتين وهي وقفة ستندال وصرخته في وجه مجتمع القرن التاسع عشر الذى اعتبره قرنا نفاقيّا و ريائيّا على نحو مقزّز .‏

 

ولا ينفي جوليان بعض الصفات الخبيثة التي اكتسبها من مجتمعه وعصره « إنّ تأثير أهل عصرى عليّ كبير جدّا، قال بصوت مرتفع وبضحكة مرّة، فأنا أتحدّث وحيدا، وعلى بعد خطوتين من الموت، ولكنّني مازلت مرائيا.. آه يا أيّها القرن التاسع عشر «ص604»، ويوظف ستندال نظام الترميز في نهاية روايته بشكل فلسفيّ/ تأمّليّ بارع وجميل، الأمر الذى يجعل أفكاره وآراءه عابرة للعصر والمرحلة، وملأى أبدا بتلك الجماليّة الفنية، و الموقفيّة الجريئة »وهى بذلك تحقق ما أجمع عليه النقاد من كونها رواية مستقبليّة، ومصدر قوّتها أنّها تخاطب القارئ العصريّ أيضا.‏

 

بهكذا أثرٍ فريد، فتح ستندال السّتار والنار على لاأخلاقيّات عصر ينتمي تاريخيّا للقرن 19، وينتسب جغرافيّا لفرنسا، ويغرق مجتمعيّا في وحول المراءاة والنفاق والمظاهر السّالبة/ المستلِبة، والأفكار الضحلة/ الفارغة، كما استطاع أن يمرّر حنينه إلى عصر الثورة ومبادئها الإنسانيّة في شخصيّة/ سايكولوجيّة بطله النوستالجي جوليان، وقد برع هذا الروائيّ والأديب الثاقب - في نهاية المطاف- أيّما براعة في سكب مواقفه، وبث مبادئه وآرائه في وثيقة روائيّة تكتب التّاريخ بأدقّ تفاصيله، لكن بسلطة أدبيّة يتفاعل فيها داخلُ الإنسان بخارجه، وهو بذلك حقق ما كان يؤمن به من أنّ الرواية أكثر صدقا من التاريخ. ألم يكتب في يوم من أيّام سنة 1830 على حاشية صفحة من كتاب كان يحمله : ... لقد قال لي السيّد تراسى مرّة: لم يعد الآن الوصول إلى الحقيقة ممكنا إلاّ في الرّواية... ؟‏

You May Also Like

We will be happy to hear your thoughts

Leave a reply

eBookmela
Logo
Register New Account