اليزيديون بين الله والشيطان – موسى مخول

اليزيديون بين الله والشيطان

تاليف : موسى مخول

الناشر : دار صادر  - بيروت

الطبعة الأولى : 2017م

ينتشر اليزيديون في جبال الشيخ عدي في الشيخان وقرى جبل سنجار في العراق وديار بكر وضفاف بحيرة وان الى الحدود الروسية بالقرب من القوقاز.

يقول عنهم المستشرق الالماني ماكس فون : من انهم اكراد اشداء البنية سكنوا جبل سنجار منذ اكثر من قرنين وشيدوا اكثر معابدهم في منطقة الموصل، ويسمون انفسهم باليزيدية نسبة الى يزيد بن معاوية. – – بينما يقول غيره من الباحثين بان اليزيدية مأخوذة من الكلمة الفارسية القديمة يزدان ومعناها (الكائن الاعلى)

ويشتغل اليزيديون عامة بالزراعة وليس لهم مكاسب غيرها الا القليل – وعاداتهم مزيج من النصرانية والاسلام والمجوسية، يعمدون الذكور ويختنونهم في وقت واحد – ويتزوجون نساء كثيرات ويمتنعون عن التلفظ بكلمة تجمع بين حرفي الطاء والشين فضلا انهم لا يلفظون باسم الشيطان ابدا، رهبة وتعظيما له. ومما هو ممنوع عندهم التنحنح والبصاق، ولا ياكلون الخس، كما لا ياكلون لحم الديك والسمك والغزال.

ومعظمهم يلبس العباءة من صوف الاغنام الحمر وهم يبغضون اللون الازرق .

ويظهر في معتقدات اليزيدية انهم من الديانات الوثنية التي تعبد الخير والشر بما كانوا من بقايا الزرادشتية التي تجعل الكون تحت سيطرة النور والظلام. والشائع عندهم انهم يعبدون الشيطان بصفته ممثلا لقوة الشر على مبدأ المجوسية – – ام قوة الخير فينسبونها الى الله – وهم يقولون ان الله لا حد لوجوده وحبه للخلائق. لا يفعل بهم شرا لانه صالح، اما الشيطان فهو طبعا كمنقاد الى عمل الشر. وعليه فالحكمة تقضي على من يريد السعادة ان يهمل عبادة الرب ويطلب ولاء الشيطان. ويرمزون الى الشيطان

(بطاووس ملك) وهو تمثال لديك مصنوع من نحاس اصفر واقف على حامل يشبه الشمعدان. – – وهم يسجدون الى الشمس عند بزوغها تعبدا منهم لها ويضحون اليها في اعيادهم ثورا ابيض – ويقبلون اعلى حجر تسقط الشمس عليه عند بزوغها، ولهم كتابان ( الكتاب الاسود) ومؤلفه كبيرهم الشيخ احمد. يبحث عن الكائنات والخليقة واحكام المعاملات كالزواج والزيارات وغيرها وكتاب (الجلوة) تاليف كبير شيوخهم حسن البصري، يبحث في الله والازل. يعتقدون بتناسخ الارواح وللمانوية الفارسية اثر كبير في معتقداتهم.

ويؤدي اليزيديون طقوسهم الدينية في معابدهم المنتشرة في شمال العراق، تقام الصلاة عندهم بلغتهم الخاصة وهي مزيج من اللغة الفارسية والعربية والكردية، كما تفرص الصوم ثلاثة ايام في شهر كانون اول من كل سنة – – والحج الى قبر الشيخ عدي يعد من اكبر مراسيمهم الدينية. تعزف فيها الحان الصفارات والمزامير ونقر الدفوف.

ومن طقوسهم انهم يطوفون بطاووس ملك على قراهم موقدين حوله النيران والبخور، مقدمين له الهدايا من حلى ونقود، ساجدين له بكل خشوع. يرتلون الاناشيد صاخب حتى اذا انهوا تطوافه على جميع قراهم، احتفظ به في داره احد رؤسائهم الذي يدفع الثمن الاكبر بغية كسب البركة العظمى

واثناء زيارة قبر الشيخ عدي، لا يجوز لاحد ان يطأ احد اعتاب القبر الخارجية منها او الداخلية، وعند باب الرواق الخارجي رسم لثعبان كبير يلتف حول شجرة التفاح ، يشير الى قصة آدم وغواية الشيطان له باكله التفاحة. – – ويعتقد اليزيديون ان ينبوع المياه في منطقة قبر شيخهم يتصل ببئر زمزم بطريقة سرية، ولذلك فهو مقدس .

موسى مخول وهو كاتب ومؤرخ لبناني مشهور باختصاصه بالتاريخ السرياني ولد في سنة 1938 في لبنان وقد أشتهر بكتابه الحضارة السريانية حضارة عالمية، كما اختص في مؤلفات الآباء السريان الأوائل كأفرام السرياني و برديصان رابوبلا و إسحق السرياني وهو خريج الجامعة الأنطونية